هناك بعض المصطلحات التى تتردد فى ميدان تعلم الاستماع، ولكل مصطلح منه دلالته اللغوية
والاصطلاحية، ولذا كان من الأهمية ومنعاً للخلط والتشتت أن نفرق بين كل مصطلح من هذه المصطلحات بالمناقشة والتعليق. وفيما يلى عرض لهذه المصطلحات :
1- الاستماع : Listening
يقصد بالاستماع فى اللغة: الفهم من قولهم "سمعت كلامه أى فهمت لفظه".
فالاستماع عملية من عمليتى الاتصال بين البشر ووسيلة من بين وسيلتى الاتصال اللغوى الذى له جانبان جانب الإرسال وهو: إما أن يكون عن طريق الكلام أو الكتابة وجانب آخر هو الاستقبال: إما أن يكون عن طريق القراءة أو الاستماع، وكلاهما يتطلب عملاً عقلياً هو الفهم.
فالاستماع إذن : "هو فهم الكلام أو الانتباه إلى شىء مسموع مثل الاستماع إلى متحدث، بخلاف السمع الذى هو حاسة وآلته الأذن ومنه السماع وهو عملية فسيولوجية يتوقف حدوثها على سلامة الأذن ولا يحتاج إلى أعمال الذهن أو الانتباه لمصدر الصوت".
وهناك من يذهب إلى أبعد من ذلك فيعرف الاستماع بأنه "عملية عقلية تتطلب جهداً يبذله المستمع فى متابعة المتكلم وفهم معنى ما يقوله واختزان أفكاره واسترجاعها إذا لزم الأمر وإجراء عمليات ربط بين الأفكار المتعددة".
ومن ذلك يتضح أن الاستماع هو عملية استقبال الأذن للكلمات المنطوقة وفهمها وتحليلها والحكم عليها.
2- السمع : Hearing
يعرف السمع هاريس (Harris) بأنه "عملية فسيولوجية يتوقف حدوثها على سلامة الأذن ولا تحتاج إلى أعمال الذهن أو الانتباه لمصدر الصوت".
كما يعرفه (محمود رشدى خاطر) بأنه : "مجرد استقبال الأذن لذبذبات صوتية من مصدر معين دون إعارتها انتباهاً مقصوداً، فالاستماع إذن عملية بسيطة تعتمد على فسيولوجية الأذن وقدرتها على التقاط هذه الذبذبات الصوتية".
ويعرفه كلٌ من (محمد ظافر، يوسف الحمادى) : بأنه "فى اللغة إدراك الصوت بحاسة الأذن والسماع فطرى ولا يحتاج إلى مهارات خاصة".
ويتضح مما سبق أن السمع حاسة من حواس الإنسان تتم عن طريق سلامة الجهاز السمعى وقدرته على استقبال هذه الذبذبات الصوتية ولا تحتاج إلى أعمال للذهن أو انتباه لمصدر الصوت.
3- الإنصات : Auding
يعرفه (فتحى على يونس) بأنه : "نوع أعلى فى الاستماع تتوافر فيه النية والقصد مع الرغبة الشديدة فى تحصيل المنصت إليه". ويعرفه (محمود رشدى خاطر) "الإنصات هو تركيز الانتباه على ما يسمعه الإنسان من أجل هدف محدد أو غرض يريد تحقيقه".
ومما سبق يمكن القول أن هناك فرق بين الاستماع والإنصات (الإصغاء) وهذا الفرق فى الدرجة وليس فى طبيعة الأداء.
فالاستماع قد يكون متقطعاً كاستماع التلميذ لشرح المعلم أو استماع الطلاب للمحاضرة فى جو من الضوضاء والصخب وذلك لأن المستمع يتابع بعض الوقت ثم ينصرف عنه.
أما الإصغاء (الإنصات) فهو استماع مستمر غير متقطع مع شدة الانتباه والتركيز لمصدر الاستماع مع مداومة الفهم لما يسمع.
وبهذا يمكن القول أن الإنصات يتضمن استماعاً وليس كل استماعاً يتضمن إنصاتاً.
أهمية الاستماع :
يقول قدماء العرب فى فضل الاستماع وأهميته : "تعلم حسن الاستماع قبل أن تتعلم حسن الكلام فإنك إلى أن تسمع وتعى أحوج منك إلى أن تتكلم".
فعن طريق الاستماع انتقل التراث الثقافى والحضارى عبر الأجيال. فلولا عملية الرواية والاستماع والحفظ هذه لضاعت من التراث الإنسانى حضارات ولاندثرت أمم بثقافتها.
ففى تلك العصور كان المتكلم هو مصدر الثـقة والصدق وكان المستمع يفترض الصدق والنزاهة فى المتكلم الذى كان يتحلى بهذه الصفات فى معظم الأحيان.
كما أن للاستماع دوراً مهماً ورئيسياً فى تعليم فاقدى البصر، فعن طريق الاستماع للعلوم المختلفة أصبحوا قادرين على التعلم مثلهم مثل الأسوياء، وازدهروا فى منابر علمية كثيرة ونذكر على سبيل المثال وليس الحصر عميد الأدب العربى طه حسين الذى تبوأ أعلى المناصب عن طريق الاستماع الجيد وإتقان مهاراته المختلفة وتفوق على من لديهم حاسة الإبصار فى عصره.
ومع التقدم التكنولوجى فى العصر الحاضر واختراع التلفاز والمذياع والأنظمة الحديثة لمخاطبة الجماهير ومتلقى العلوم الحديثة بدا الاهتمام بالاستماع ومهاراته للاستفادة من تلقى المعلومات عن طريق حسن الإنصات والإصغاء إلى المتحدثين من علماء ومتخصصين فى شتى العلوم حيث أصبح فى المحافل الدولية والمؤتمرات العلمية المتحدث واحد أمام قاعدة عريضة من المستمعين.
تابع معي من فضلك
والاصطلاحية، ولذا كان من الأهمية ومنعاً للخلط والتشتت أن نفرق بين كل مصطلح من هذه المصطلحات بالمناقشة والتعليق. وفيما يلى عرض لهذه المصطلحات :
1- الاستماع : Listening
يقصد بالاستماع فى اللغة: الفهم من قولهم "سمعت كلامه أى فهمت لفظه".
فالاستماع عملية من عمليتى الاتصال بين البشر ووسيلة من بين وسيلتى الاتصال اللغوى الذى له جانبان جانب الإرسال وهو: إما أن يكون عن طريق الكلام أو الكتابة وجانب آخر هو الاستقبال: إما أن يكون عن طريق القراءة أو الاستماع، وكلاهما يتطلب عملاً عقلياً هو الفهم.
فالاستماع إذن : "هو فهم الكلام أو الانتباه إلى شىء مسموع مثل الاستماع إلى متحدث، بخلاف السمع الذى هو حاسة وآلته الأذن ومنه السماع وهو عملية فسيولوجية يتوقف حدوثها على سلامة الأذن ولا يحتاج إلى أعمال الذهن أو الانتباه لمصدر الصوت".
وهناك من يذهب إلى أبعد من ذلك فيعرف الاستماع بأنه "عملية عقلية تتطلب جهداً يبذله المستمع فى متابعة المتكلم وفهم معنى ما يقوله واختزان أفكاره واسترجاعها إذا لزم الأمر وإجراء عمليات ربط بين الأفكار المتعددة".
ومن ذلك يتضح أن الاستماع هو عملية استقبال الأذن للكلمات المنطوقة وفهمها وتحليلها والحكم عليها.
2- السمع : Hearing
يعرف السمع هاريس (Harris) بأنه "عملية فسيولوجية يتوقف حدوثها على سلامة الأذن ولا تحتاج إلى أعمال الذهن أو الانتباه لمصدر الصوت".
كما يعرفه (محمود رشدى خاطر) بأنه : "مجرد استقبال الأذن لذبذبات صوتية من مصدر معين دون إعارتها انتباهاً مقصوداً، فالاستماع إذن عملية بسيطة تعتمد على فسيولوجية الأذن وقدرتها على التقاط هذه الذبذبات الصوتية".
ويعرفه كلٌ من (محمد ظافر، يوسف الحمادى) : بأنه "فى اللغة إدراك الصوت بحاسة الأذن والسماع فطرى ولا يحتاج إلى مهارات خاصة".
ويتضح مما سبق أن السمع حاسة من حواس الإنسان تتم عن طريق سلامة الجهاز السمعى وقدرته على استقبال هذه الذبذبات الصوتية ولا تحتاج إلى أعمال للذهن أو انتباه لمصدر الصوت.
3- الإنصات : Auding
يعرفه (فتحى على يونس) بأنه : "نوع أعلى فى الاستماع تتوافر فيه النية والقصد مع الرغبة الشديدة فى تحصيل المنصت إليه". ويعرفه (محمود رشدى خاطر) "الإنصات هو تركيز الانتباه على ما يسمعه الإنسان من أجل هدف محدد أو غرض يريد تحقيقه".
ومما سبق يمكن القول أن هناك فرق بين الاستماع والإنصات (الإصغاء) وهذا الفرق فى الدرجة وليس فى طبيعة الأداء.
فالاستماع قد يكون متقطعاً كاستماع التلميذ لشرح المعلم أو استماع الطلاب للمحاضرة فى جو من الضوضاء والصخب وذلك لأن المستمع يتابع بعض الوقت ثم ينصرف عنه.
أما الإصغاء (الإنصات) فهو استماع مستمر غير متقطع مع شدة الانتباه والتركيز لمصدر الاستماع مع مداومة الفهم لما يسمع.
وبهذا يمكن القول أن الإنصات يتضمن استماعاً وليس كل استماعاً يتضمن إنصاتاً.
أهمية الاستماع :
يقول قدماء العرب فى فضل الاستماع وأهميته : "تعلم حسن الاستماع قبل أن تتعلم حسن الكلام فإنك إلى أن تسمع وتعى أحوج منك إلى أن تتكلم".
فعن طريق الاستماع انتقل التراث الثقافى والحضارى عبر الأجيال. فلولا عملية الرواية والاستماع والحفظ هذه لضاعت من التراث الإنسانى حضارات ولاندثرت أمم بثقافتها.
ففى تلك العصور كان المتكلم هو مصدر الثـقة والصدق وكان المستمع يفترض الصدق والنزاهة فى المتكلم الذى كان يتحلى بهذه الصفات فى معظم الأحيان.
كما أن للاستماع دوراً مهماً ورئيسياً فى تعليم فاقدى البصر، فعن طريق الاستماع للعلوم المختلفة أصبحوا قادرين على التعلم مثلهم مثل الأسوياء، وازدهروا فى منابر علمية كثيرة ونذكر على سبيل المثال وليس الحصر عميد الأدب العربى طه حسين الذى تبوأ أعلى المناصب عن طريق الاستماع الجيد وإتقان مهاراته المختلفة وتفوق على من لديهم حاسة الإبصار فى عصره.
ومع التقدم التكنولوجى فى العصر الحاضر واختراع التلفاز والمذياع والأنظمة الحديثة لمخاطبة الجماهير ومتلقى العلوم الحديثة بدا الاهتمام بالاستماع ومهاراته للاستفادة من تلقى المعلومات عن طريق حسن الإنصات والإصغاء إلى المتحدثين من علماء ومتخصصين فى شتى العلوم حيث أصبح فى المحافل الدولية والمؤتمرات العلمية المتحدث واحد أمام قاعدة عريضة من المستمعين.
تابع معي من فضلك