قد يتخذ المرء في الماضي قرارات واختيارات خاطئة ويبقى أثرها ملازم له ترافقه في دربه. وقد لا يشعر بخطأ هذه القرارات والاختيارات إلا بعد مضي فترة من الزمن. فما موقفنا من هذه الاختيارات الخاطئة، هل نظل نندب حظنا العاثر ونعيش في حالة ندم وهم وشتم للظروف التي أحاطت بنا أم أنّنا نتجاوز ذلك ولا نبالي؟
وأيّاً كان الأمر، فطبيعي جداً أن يتخذ الإنسان قرارات خاطئة وخصوصاً في بداية حياته، وأسباب ذلك كثيرة فصغر السن وقلة التجربة والعلم والبيئة التي عاش فيها والصحبة التي رافقها كلها تؤثر سلباً أو إيجاباً في اتخاذ القرار. ولهذا يتأخر اكتشاف معرفتنا لهذا القرار هل كان القرار يتناسب مع طموحاتنا وآمالنا أم لا. وليس من الطبيعي أن يعيش المرء في حالة إحباط وضيق بسبب هذه الاختيارات الماضية، فالله قدّر لك أن تختار هذا الأمر وأن تسلك هذا الطريق وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف, وفي كل خير, احرص على ما ينفعك واستعن بالله, ولا تعجز, وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا, ولكن قل: قدر الله, وما شاء فعل, فإن لو تفتح عمل الشيطان"
فاللوم لا ينفع في أمر قد مضى وانقضى.
ومهما يكن من شيء، فالمرء قد يجعل من إخفاقات الماضي وأخطائه نقطة انطلاقة لتحقيق النجاح، فالنجاح لا يعرف عمراً معيناً، والإنسان لا يتوقف عند مرحلة عمرية معينة؛ بل هو في حالة عطاء وعمل وكفاح مادام يملك أدوات العمل والعطاء، والمرء قد يحقق نجاحات في بداية حياته ثم تقف هذه النجاحات عند نقطة والعكس فقد يخفق المرء في بداية حياته ثم ما يلبث إلا وينهض وينجز نجاحات متتالية.
ولتجاوز حالات إحباط الماضي وقلقه يمكن للمرء أن ينظر لذلك وفق التالي:
أولاً: ابتعد عن العاطفة وكن موضوعياً:
نعلم أن الخطأ طبيعة بشرية لا يمكن التخلص منه مطلقاً؛ فالنقص من الصفات اللازمة لنا والكمال المطلق من صفات الله عز وجل، وفق هذه النظرة يجب أن تكون نظرتنا للخطأ والفشل بأنّها دروس نكتسب منها تجارب وخبرات تُقرّبنا إلى أهدافنا.
ومعظم الناس لا ينظرون إلى الخطأ بطريقة مجردة أو بمعنى آخر بطريقة تحليلية، فلو أخطأ شخص في جزئية معينة، فإنّه يُعمّم الخطأ والإخفاق على بقية الأجزاء. والأشدّ من ذلك أن يتّجه الخطأ إلى الشخصية، فيأخذ الإخفاق على أنّه نقص في الشخصية، ولهذا مهم جدا أن تنظر إلى الخطأ بصورة موضوعية (كسبب ونتيجة) فإذا أخطأنا في مسألة لا يعني نقص في شخصيتنا أو أن حظنا عاثر؛ بل إنّنا لم نسلك الطريق الصحيح، ولم نتّبع السبب المناسب كما قال الله تعالى :"فاتّبع سببا" فالأمور لا تُؤخذ بالفوضى وإنّما تُؤخذ بإتباع الطرق الصحيحة.
وأحياناً يستحوذ علينا التفكير العاطفي ونبتعد عن الموضوعية في تعاملنا مع ماضينا؛ فنعيش في حالة كئيبة وندم مقلق. فالتفكير العاطفي ينسينا أن هذا أمر مقدر علينا، والتفكير العاطفي يمنعنا أن نتخذ خطوات إيجابية ندفع القدر بقدر فننظر إلى سبب ذلك ونتجه إلى عمل آخر يقودنا إلى تحقيق نجاح جديد، والتفكير العاطفي يقودنا إلى الضجر والصخب ونفقد حالة التوازن الفكري والنفسي وننسحب عن الواقع ونعيش في خيالات وأوهام, لنكن أكثر واقعية ونعيش مع واقعنا ولا نجعل ماضينا حاضرنا فنخسر الحاضر كما خسرنا بعض ماضينا.
ثانياً: انظر إلى الجانب المضيء:
علينا التخلّص من النظرة الجزئية كي نتصور الأشياء كما هي أو قريب من ذلك. فكل إخفاق أو فشل يحمل في طياته جانب مضيء، ولكن علينا أن ننظر ما تحت السطح لنرى ذلك الجانب، لنبتعد عن تحطيم ذواتنا ولومها وتوبيخها ولنبحث عن الجوانب الإيجابية في عملنا السابق، لا شكّ أنّنا حققنا إيجابيات كثيرة ولكنّنا لا ندرك هذه الإيجابيات أو أنّنا حصرنا الإيجابيات في قضايا معينة، ولهذا لابد أن ندرك أنّ كل عمل صالح هو عمل مضيء. وكل محاولة للنّجاح والتقدّم هو عمل مضيء، فلا نجعل الإشراقات والإضاءات عند نقطة معينة .
النظر إلى الجانب الإيجابي يمنحك نوعاً من التفاؤل وتندفع النفس إلى مزيد من العمل والعطاء وتكون قادراً على إيجاد نظرة متوازنة تستطيع أن تقيم فيها أعمالك. أنظر مثلاً لحاطب بن بلتعة عندما كتب بسرّْ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين من أهل مكة، يخبرهم بشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسيره لجهادهم، ليتّخذ بذلك يداً عندهم، تحمي أهله، وماله بمكة، فنزل الوحي بخبره، وعمل حاطب رضي الله عنه خطير حتى وصفه عمر رضي الله عنه بالنفاق فقال لرسول الله:" دعني أضرب عنق هذا المنافق " ولكن رسول الله نظر إلى الجانب المضيء في حياة الصحابي الكريم فهو قد هاجر إلى الله ورسوله، وجاهد في سبيله، فسأله رسول الله :"ما هذا؟" فقال : يا رسول الله، إني لم أكفر بعد إيماني، ولم أفعل هذا رغبة عن الإسلام، وإنما أردت أن تكون لي عند القوم يد، أحمي بها أهلي، ومالي، فقال صلى الله عليه وسلم : " صدقكم، خلوا سبيله " وقال لعمر: "وما يدريك، أن الله اطلع على أهل بدر، فقال : اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم " وأنزل الله في ذلك، صدر سورة الممتحنة. فهناك في أعمالنا مهما بلغت من السوء جوانب فيها إشراق تمُدّنا بأمل وتخفّف عنّا وطأة الإخفاق فلا ننسى هذه الجوانب المشرقة في ماضينا وهي لا شك كثيرة ولكنّها تحتاج منّا قليل من التأمل.
وأيّاً كان الأمر، فطبيعي جداً أن يتخذ الإنسان قرارات خاطئة وخصوصاً في بداية حياته، وأسباب ذلك كثيرة فصغر السن وقلة التجربة والعلم والبيئة التي عاش فيها والصحبة التي رافقها كلها تؤثر سلباً أو إيجاباً في اتخاذ القرار. ولهذا يتأخر اكتشاف معرفتنا لهذا القرار هل كان القرار يتناسب مع طموحاتنا وآمالنا أم لا. وليس من الطبيعي أن يعيش المرء في حالة إحباط وضيق بسبب هذه الاختيارات الماضية، فالله قدّر لك أن تختار هذا الأمر وأن تسلك هذا الطريق وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف, وفي كل خير, احرص على ما ينفعك واستعن بالله, ولا تعجز, وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا, ولكن قل: قدر الله, وما شاء فعل, فإن لو تفتح عمل الشيطان"
فاللوم لا ينفع في أمر قد مضى وانقضى.
ومهما يكن من شيء، فالمرء قد يجعل من إخفاقات الماضي وأخطائه نقطة انطلاقة لتحقيق النجاح، فالنجاح لا يعرف عمراً معيناً، والإنسان لا يتوقف عند مرحلة عمرية معينة؛ بل هو في حالة عطاء وعمل وكفاح مادام يملك أدوات العمل والعطاء، والمرء قد يحقق نجاحات في بداية حياته ثم تقف هذه النجاحات عند نقطة والعكس فقد يخفق المرء في بداية حياته ثم ما يلبث إلا وينهض وينجز نجاحات متتالية.
ولتجاوز حالات إحباط الماضي وقلقه يمكن للمرء أن ينظر لذلك وفق التالي:
أولاً: ابتعد عن العاطفة وكن موضوعياً:
نعلم أن الخطأ طبيعة بشرية لا يمكن التخلص منه مطلقاً؛ فالنقص من الصفات اللازمة لنا والكمال المطلق من صفات الله عز وجل، وفق هذه النظرة يجب أن تكون نظرتنا للخطأ والفشل بأنّها دروس نكتسب منها تجارب وخبرات تُقرّبنا إلى أهدافنا.
ومعظم الناس لا ينظرون إلى الخطأ بطريقة مجردة أو بمعنى آخر بطريقة تحليلية، فلو أخطأ شخص في جزئية معينة، فإنّه يُعمّم الخطأ والإخفاق على بقية الأجزاء. والأشدّ من ذلك أن يتّجه الخطأ إلى الشخصية، فيأخذ الإخفاق على أنّه نقص في الشخصية، ولهذا مهم جدا أن تنظر إلى الخطأ بصورة موضوعية (كسبب ونتيجة) فإذا أخطأنا في مسألة لا يعني نقص في شخصيتنا أو أن حظنا عاثر؛ بل إنّنا لم نسلك الطريق الصحيح، ولم نتّبع السبب المناسب كما قال الله تعالى :"فاتّبع سببا" فالأمور لا تُؤخذ بالفوضى وإنّما تُؤخذ بإتباع الطرق الصحيحة.
وأحياناً يستحوذ علينا التفكير العاطفي ونبتعد عن الموضوعية في تعاملنا مع ماضينا؛ فنعيش في حالة كئيبة وندم مقلق. فالتفكير العاطفي ينسينا أن هذا أمر مقدر علينا، والتفكير العاطفي يمنعنا أن نتخذ خطوات إيجابية ندفع القدر بقدر فننظر إلى سبب ذلك ونتجه إلى عمل آخر يقودنا إلى تحقيق نجاح جديد، والتفكير العاطفي يقودنا إلى الضجر والصخب ونفقد حالة التوازن الفكري والنفسي وننسحب عن الواقع ونعيش في خيالات وأوهام, لنكن أكثر واقعية ونعيش مع واقعنا ولا نجعل ماضينا حاضرنا فنخسر الحاضر كما خسرنا بعض ماضينا.
ثانياً: انظر إلى الجانب المضيء:
علينا التخلّص من النظرة الجزئية كي نتصور الأشياء كما هي أو قريب من ذلك. فكل إخفاق أو فشل يحمل في طياته جانب مضيء، ولكن علينا أن ننظر ما تحت السطح لنرى ذلك الجانب، لنبتعد عن تحطيم ذواتنا ولومها وتوبيخها ولنبحث عن الجوانب الإيجابية في عملنا السابق، لا شكّ أنّنا حققنا إيجابيات كثيرة ولكنّنا لا ندرك هذه الإيجابيات أو أنّنا حصرنا الإيجابيات في قضايا معينة، ولهذا لابد أن ندرك أنّ كل عمل صالح هو عمل مضيء. وكل محاولة للنّجاح والتقدّم هو عمل مضيء، فلا نجعل الإشراقات والإضاءات عند نقطة معينة .
النظر إلى الجانب الإيجابي يمنحك نوعاً من التفاؤل وتندفع النفس إلى مزيد من العمل والعطاء وتكون قادراً على إيجاد نظرة متوازنة تستطيع أن تقيم فيها أعمالك. أنظر مثلاً لحاطب بن بلتعة عندما كتب بسرّْ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين من أهل مكة، يخبرهم بشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسيره لجهادهم، ليتّخذ بذلك يداً عندهم، تحمي أهله، وماله بمكة، فنزل الوحي بخبره، وعمل حاطب رضي الله عنه خطير حتى وصفه عمر رضي الله عنه بالنفاق فقال لرسول الله:" دعني أضرب عنق هذا المنافق " ولكن رسول الله نظر إلى الجانب المضيء في حياة الصحابي الكريم فهو قد هاجر إلى الله ورسوله، وجاهد في سبيله، فسأله رسول الله :"ما هذا؟" فقال : يا رسول الله، إني لم أكفر بعد إيماني، ولم أفعل هذا رغبة عن الإسلام، وإنما أردت أن تكون لي عند القوم يد، أحمي بها أهلي، ومالي، فقال صلى الله عليه وسلم : " صدقكم، خلوا سبيله " وقال لعمر: "وما يدريك، أن الله اطلع على أهل بدر، فقال : اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم " وأنزل الله في ذلك، صدر سورة الممتحنة. فهناك في أعمالنا مهما بلغت من السوء جوانب فيها إشراق تمُدّنا بأمل وتخفّف عنّا وطأة الإخفاق فلا ننسى هذه الجوانب المشرقة في ماضينا وهي لا شك كثيرة ولكنّها تحتاج منّا قليل من التأمل.